الحقيقة : يقصد بالحقيقه الصواب والصدق مقايل الخطأ والكذب, وتدل أيضا على التطابق والتوافطق, فالحقيقي سواء كان شيئا أو احكماهومما يتوافق ويتطايق بطريقة مزدوحة: أولا, كتطايق بين الشيء وما نتصوره عنه ثم كتوافق بين ما يدل عليه اللفظ وبين الشيء. بعبارة أوضح مطايقة الفكر لموضوعه .
المحور الأول : الرأي و الحقيقة من المجزوءة المعرفة
أفلاطون: الحقيقة بناء عقلي يتعالى عن الحس.
يرى أفلاطون أن عالم المثل هو عالم المعقول والكمال والحقيقة المطلقة, أما عالم الحس فهو عالم الآراء والظلال وأشباه الحقائق فقط , فالحقيقة حسب أفلا طون تتعالى عن الواقع الحسي. ولا يتأتى إدراكها إلا بالتأمل العقلي والتخلي عن الآراء والمعتقدات الخاطئة التي تمدنا بها الحواس. فالحقائق المدركة عن طريق التأمل العقلي هي وحدها الحقائق اليقينية, أما الآراء والمعتقدات العامية فهي مصدر للأوهام والأخطاء التي تتنافى والمقولات العقلية التي تقتضي القطع مع كل معرفة حسية.
باشلار: الرأي عائق يحول دون بلوغ الحقيقة.
يرى غاستون باشلار أن الرأي هو أول عائق ينبغي تجاوزه لتحقيق معرفة علمية دقيقة. لأنه ليس ناتجا عن تفكير أو تأمل عقلي. بل هو مجرد انطباعات واعتقادات خاطئة يكونها الأفراد في علاقتهم المباشرة بالواقع. فالرأي. حسب باشلار. نوع من التفكير الخطأ. بل إنه ليس تفكيرا على الإطلاق. إنه صياغة خاطئة لمجموعة من الأفكار الشائعة والعامية: في حين أن الحقيقة وبالأخص الحقيقة العلمية تقوم وتتأسس على العقل وما يتطليه من خطوات منهجية كالملا حظة والتجريب.
باسكال: للقلب (الرأي) دور في بلوغ الحقيقة.
يرى بليز ياسكال أننا لا ندرك الحقيقة بواسطة العقل فقط بل بواسطة القلب أيضا, فهذا الأخير يدرك مجموعة من الحقائق التي يعجز العقل عن إدراكها. بل إن العقل يحتاج إلى حقائق القلب لينطلق منها بوصفها ميادىّ اولية. فالقلب يشعر أن هناك مكان وزمان وحركة وأعداد وبعد ذلك يأتي العقل ليبرهن ويستدل عليها في شكل قضايا علمية. فإدراك الأفكار والمعارف هو حصيلة عمل كل من القلب والعقل معاء يقول باسكال: "تعرف الحقيقة لا بواسطة العقل فقط وإنما بواسطة القلب أيضا"'.