المحور الثالث :العدالة بين المساواة والإنصاف من مفهوم الحق و العدالة المجزوءة : السياسة

ديسمبر 25, 2019
 المحور الثالث :العدالة بين المساواة والإنصاف  من مفهوم الحق و العدالة
 المجزوءة : السياسة


الإشكال : ما غاية العدالة؟ هل تحقيق الانصاف أم تحقيق المساواة أم هما معا؟

يرى ألان (إميل شارتيي) أن غاية العدالة تحقيق المساواة, فالقوانين العادلة هي التي يكون الناس سواسية أمامها بغض النظر عن التفاوتات القائمة بينهم من حيث جنسهم وسنهم ولغتهم وقوة أبدانهم ومرتبتهم الاجتماعية... يقول ألان: ' إن القوانين العادلة هي تلك التي يكون الجميع أمامها سواسية سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا. أو مرضى أو هالا أما أولئتك الذين يقولون إن اللامساواة هي من طبيعة الأشياء. فهم يقولون قولا بئيسا".

ينتقد ماكس شيلر فكرة المساواة المطلقة ويعتبيرها مساواة جائرة لأنها لا تراعي اختلاف الناس وتمايز قدراتهم ومؤهلاتهم, إن المساواة المطلقة عبارة عن ظلم: بل أكثر من ذلك إنها تعبير عن حقد دفين وكراهية يكنها الأشخاص الذين هم في أسفل درجات السلم الاجتماعي لأولئتك المتفوقين عليهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافياء فالذي يخشى ‏ على نفسه الخسارة هو وحده من ينشد المساواة لأنه عاجز عن تحقيق ما يصبو إليه؛ ولكن وراء هذه الدعوة للمساواة / يتستر الحقد على المبادئ السامية.

يؤكد جون راولز على فكرة العدالة كإنصاف. حيث يتمتع أفراد المجتمع بالمساواة في الحقوق والواجبات الأساسية واللامساواة الاجتماعية والاقتصادية مثل اللامساواة في الثروة والسلطة؛ فمن يملكون مؤهلات وقدرات تؤهلهم لبلوغ مراتب عليا لا يمكن أن يتم مساواتهم بأولئك الذين هم أقل حَضًا منهم, إلا أن راولز يرى ضرورة توزيع الامتيازات واقتسامها بنوع من التعاون الإرادي بين كل أفراد المجتمع. بمن فيهم أولئك الذين هم أقل حضاء فبدون هذا التعاون لن يستفيد أحد من الرخاء.


مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »