اليابان: قوة تجارية كبرى

أكتوبر 04, 2019
اليابان: قوة تجارية كبرى

اليابان: قوة تجارية كبرى

تمهيد: اليابان أرخبيل يتألف من عدة جزر أهمها: هوكايدو، هونشو، شيكوكو، كيوشو. تبلغ مساحة اليابان 372.313 كلم2 وعدد السكان حوالي 128م.ن. ويعد ثاني قوة اقتصادية وصناعية في العالم، ترتكز على التجارة والخدمات لضعف الموارد الطبيعية الوطنية.

I   رصد المؤشرات الدالة على القوة التجارية لليابان.
1 – مكانة التجارة اليابانية على الصعيد العالمي: يشغل قطاع التجارة والخدمات في اليابان أكبر نسبة من الساكنة النشيطة 62% يليه قطاع الصناعة 33% ثم الفلاحة 5%.  ويساهم قطاع التجارة والخدمات في الناتج الداخلي الياباني الخام بنسبة 68,15. وأهم زبناء اليابان الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي ثم الصين ودول جنوب شرق آسيا. وتمثل المواد المصنعة 96,5 %من مجموع الصادرات اليابانية، كما تمثل المواد الأولية والنفط أغلب الواردات. ويتوفر اليابان على أسطول تجاري كبير تصل حمولته 12,8 % من الأسطول العالمي، وعدد وحداته تزيد عن 100 ألف وحدة. كما تتوفر البلاد على موانئ كبرى تتركز في الواجهة الشرقية لتسهيل التصدير والإستيراد.
2 – المحاور الرئيسية للتجارة اليابانية: يتعامل اليابان كقوة تجارية مع مختلف دول العالم. وأهم محاور تجارته الخارجية كالدول الأسيوية وعلى رأسها الدول الصناعية الجديدة كالصين وكوريا الجنوبية وتايوان، ثم الدول النفطية بالشرق الأوسط، إضافة إلى محاور باقي أقطاب الثالوث العالمي: الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي. وتمثل صادرات اليابان لهذين القطبين 41,4% من مجموع الصادرات، والواردات تمثل 30%. أما مع دول آسيا 46,4% بالنسبة للصادرات و44,5% بالنسبة للواردات.

II  العوامل المساعدة على تفوق التجارة اليابانية.
1 – المؤهلات الاقتصادية للتفوق التجاري الياباني: تستفيد التجارة من قوة الصناعة اليابانية حيث تعتبر اليابان ثاني قوة صناعية في العالم، إنتاجها الصناعي عالي الجودة ومرتفع القيمة ويكتسح الأسواق العالمية. وتستفيد التجارة من دور المؤسسات المالية كالأبناك وبورصة طوكيو وتنوع الشركات المتعددة الجنسيات في مختلف أنحاء العالم. إضافة إلى وجود مقاولات كبرى الزايباتشو Zaibatsu تشرف على مراحل الإنتاج والتسويق، ومنها سوني وطويوطا ومتسوبيشي، وكذلك المؤسسات المتخصصة في جميع مراحل الأعمال التجارية مثل السوكوسوشا. ولغزو السواق الخارجية، تستثمر اليابان في الأسواق العالمية الهامة من حيث القدرة الشرائية كالولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، وخاصة في صناعة السيارات والتكنولوجيا العالية.
2 – المقومات السوسيو مجالية للتفوق التجاري الياباني: أغلب الصناعات اليابانية تتركز في الجنوب بالواجهة الشرقية (المغالوبوليس= منطقة الحزام الصناعي) حيث يتركز السكان ومراكز البحث العلمي. وبفعل ضيق المساحة المنبسطة، بدأ التوسع على حساب البحر حيث ظهرت معامل فوق الماء وامتدت شبكة المواصلات والمركبات السكنية. وتستفيد التجارة اليابانية من الموارد البشرية المؤهلة علميا وتقنيا والمتفانية في العمل، وكذلك من انفتاح البلاد على البحر وتوفر موانئ كبرى مجهزة بأحسن وسائل الشحن والتفريغ والخزن والتبريد.
III  المشاكل والتحديات التي تواجه الاقتصاد الياباني.
1 – المشاكل السوسيو مجالية التي تعترض إقتصاد اليابان: منها الطبيعية كقلة الأراضي الصالحة للزراعة 12 %  وقلة الموارد المعدنية والطاقية، وتعرض البلاد للزلازل وأمواج تسونامي التي تسبب في خسائر بشرية واقتصادية. كما تعاني البلاد من التباين بين الأقاليم حيث تتركز الصناعة في القسم الجنوبي، مما أدى إلى مشكل تلوث المراكز الصناعية الكبرى والتي يتركز بها أغلب السكان. ومع تراجع نسبة الولادات بدأت ترتفع نسبة الشيخوخة.
2 – أعلى طبيعة التحديات المطروحة على اقتصاد اليابان: إقتصاد اليابان يرتكز على الصناعة وهي بدورها ترتكز على التجارة الخارجية التي تعاني من المنافسة الأجنبية، وتتأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية كالأزمات التي تحدث في البورصات وتقلبات أسعار البترول والمنتجات الصناعية والحروب والنزاعات السياسية.
وينعكس ذلك على الداخل حيث يسبب التراجع الاقتصادي في البطالة التي بلغت نسبتها 3,5% في انتظار أن ترتفع مع استعمال الروبوتيك (الإنسان الآلي) لتخفيض تكاليف الإنتاج لمواجهة المنافسة. وتحاول الدولة مواجهة هذه المشاكل خاصة البطالة والتلوث والمعيقات الطبيعية. ./.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »