فرنسا قوة فلاحية وصناعية في الاتحاد الأوربي

أكتوبر 04, 2019
فرنسا قوة فلاحية وصناعية في الاتحاد الأوربي

فرنسا قوة فلاحية وصناعية في الاتحاد الأوربي


تمهيد: تعد فرنسا قوة فلاحية وصناعية داخل الاتحاد الأوربي نتيجة ظروفها الطبيعية والبشرية الملائمة. تبلغ مساحتها أزيد من 551 ألف كلم2 وعدد سكانها حوالي 60 م.ن.
المقطع الأول: مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية وتحولاتها والعوامل المتحكمة في ذلك.
النشاط 1- مظاهر قوة الفلاحة الفرنسية: رغم ضعف مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الفرنسي 3 % فإن فرنسا تعد أكبر منتج فلاحي في الاتحاد الأوربي وخامس منتج للحبوب عالميا. ويتميز إنتاجها بالوفرة والتنوع حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الشمندر والخمور، والخامسة في إنتاج الدرة والقمح والشعير، إضافة إلى تربية المواشي والصيد البحري.
النشاط 2- تحولات القطاع الفلاحي الفرنسي: منها التحولات على مستوى الكم حيث ارتفع الإنتاج وأصبح فلاح واحد يغذي 30 شخصا، نتيجة ارتفاع المردودية بفعل التركيز الرأسمالي الذي أدى إلى تراجع عدد المستغلات،    واستعمال الأساليب والوسائل العصرية التي أدت إلى تراجع نسبة اليد العاملة في الفلاحة 4 % فقط، وكذلك المساحة المزروعة. أما التحولات النوعية فتتمثل في الاهتمام بالفلاحة البيولوجية التي لا تستعمل المواد الكيماوية وتعتمد الأسمدة العضوية في تخصيب التربة، وعلى الأعشاب في تغذية الماشية. وعرفت بعض المناطق الفلاحية تحولات هامة حيث تخصص بعضها مثل نورماندي وبروتاني في تربية الأبقار المنتجة للحليب واللحوم، إضافة للدواجن والخنازير. ومنطقة شمباني التي أصبحت منطقة لإنتاج الحبوب عوض الخمور. وبقيت بعض المناطق مثل حوض باريس متخصصة في إنتاج الحبوب خاصة القمح، ومنطقة الجنوب الشرقي متخصصة في إنتاج الكروم والخضر والفواكه.
النشاط 3- العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الفرنسية وتحولاتها: منها الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، حيث يسود الانبساط وتمتد السهول والأحواض مثل حوض باريس وحوض الأكيتان، مثل الكتلة الوسطى والكتلة الأرموريكية. كما يسود في الواجهة الغربية المناخ المحيطي، يتدرج نحو الشرق ليصبح قاريا. وفي الجبال والهضاب الوسطى المناخ جبلي. وفي الجنوب الشرقي المناخ متوسطي. إضافة إلى شبكة مائية هامة وتربة خصبة في أغلب المناطق.
أما العوامل البشرية فتتجلى في التركيز الرأسمالي حيث تشكلت ضيعات واسعة المساحة، وفي استعمال الأساليب والوسائل العصرية ونتائج البحث العلمي. إضافة إلى استفادة الفلاح الفرنسي من السياسة الفلاحية المشتركة داخل الاتحاد الأوربي، التي تمكنه من تصدير منتجاته لباقي دول الإتحاد دون قيود جمركية.

المقطع الثاني: مظاهر قوة الصناعة الفرنسية وتحولاتها والعوامل المتحكمة في ذلك.
النشاط 1- مظاهر قوة الصناعة الفرنسيةتشغل الصناعة حوالي 2% من الساكنة النشيطة وتساهم ب26.4%  في الناتج الداخلي وتحتل المرتبة2  في الاتحاد الأوربي والرابعة عالميا. وإنتاجها وافر ومتنوع حيث تحتل فرنسا المرتبة2 في الاتحاد الأوربي في صناعة السيارات وٍالمرتبة3 في صناعة الصلب وتساهم بأكثر من 57 % في مشروع أريان الأوربي. إضافة إلى صناعات أخرى كالكيماوية (م.1ع. في صناعة الزجاج وم.3ع. في الصناعة الصيدلية وم1ع. في تصدير العطور)، وصناعة الأسلحة م.3ع. وغيرها من الصناعات. وتتوزع الصناعة في فرنسا بشكل متفاوت بين المناطق حيث يتركز أغلبها في الشمال والشمال الشرقي. وتعتبر منطقة باريس أكبر المناطق الصناعية بفرنسا.
النشاط 2 - تفسير قوة الصناعة الفرنسية: ترتكز الصناعة الفرنسية على توفر بعض المعادن كالحديد والبوكسيت والأورانيوم، ومصادر الطاقة كالفحم الحجري والكهرباء خاصة النووية، والقليل من البترول والغز الطبيعي. لكن أغلب الحاجيات مستوردة من الخارج. كما ترتكز على دور الدولة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، المتمثل في التأميم ووضع مخططات توجيهية ودعم القطاعات ذات الأولوية وتشجيع التركيز الرأسمالي تحت ضغط الاندماج الأوربي والعولمة. وأصبحت المجموعات الصناعية الفرنسية تغزو الأسواق العالمية عن طريق الاستثمار في الخارج، أو عقد شراكة مع شركات أجنبية مثل شركة رونو التي اشترت شركة داسيا الرومانية، وعقدت شراكة مع شركة نيسان اليابانية. وتعتبر فرنسا ثالث مستثمر في العالم، وخامس مستقطب للرساميل الأجنبية. كما ترتكز الصناعة الفرنسية على أهمية البحث العلمي وحيوية السكان رغم الشيخوخة.

المقطع 3 – المشاكل والتحديات التي تواجهها فرنسا.
النشاط 1- المشاكل الديمغرافية والاجتماعية: تعاني ساكنة فرنسا من الشيخوخة وارتفاع تكاليف رعاية المسنين، ومع ارتفاع عدد العاطلين عجز نظام الحماية الاجتماعية عن تغطية حالات المرض والبطالة. وعرفت المدن الفرنسية توسعا كبيرا بفعل تركز السكان 75 % ، وأصبحت عاجزة عن توفير السكن والشغل والخدمات الأساسية.
النشاط 2 – المشاكل والتحديات الاقتصادية: أهمها المنافسة الأجنبية بسبب العولمة وتراجع الحماية الجمركية حيث نجد الفلاحة الفرنسية تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة الأرباح، مما يؤدي إلى الإفلاس والبطلة. وتعاني الصناعة نفس المشكل بسبب ضعف الموارد الطبيعية وإهمال البحث العلمي لمدة طويلة، وشيخوخة تجهيزات بعض الصناعات كالنسيج وبناء السفن، وضعف تأهيل اليد العاملة حسب التحولات الجديدة.
النشاط 3- مشاكل وتحديات التباين الجهوي والبيئةتعاني فرنسا مشكل التباين بين الأقاليم؛ فالجنوب الغربي أقل تطورا من الشمال والشمال الشرقي حيث تتركز أغلب الصناعات. وفي كل جهة تزداد التناقضات بين البوادي والمدن وكذلك التناقضات داخل المدن بين الأحياء الراقية والضواحي. كما تعاني فرنسا من مشاكل بيئية مصادرها متعددة أهمها التلوث، تلوث التربة والفرشة المائية بفعل استعمال المواد الكيماوية في الفلاحة، وتلوث الهواء في المدن بفعل المعامل واستعمال السيارات./.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »