الولايات المتحدة الأمريكـية: قوة اقتصادية عظمى

أكتوبر 04, 2019

الولايات المتحدة الأمريكـية: قوة اقتصادية عظمى


الولايات المتحدة الأمريكـية: قوة اقتصادية عظمى

تمهيد: تعد الولايات المتحدة أكبر قوة اقتصادية في العالم، لعدة عوامل منها: مساحتها الواسعة + 9 م. كلم2  وحيوية سكانها + 280 م.ن. وتنظيمها الرأسمالي المحكم، وإمكانياتها الطبيعية الملائمة: كتنوع التضاريس والمناخ وتوفر المواد الأولية ومصادر الطاقة، لكن اقتصادها لا يخلو من مشاكل.

المقطع 1 : المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية المساعدة على تفوق اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.

النشاط 1: المؤهلات الطبيعية للتفوق الاقتصادي الأمريكي: تتجلى في تنوع التضاريس والمناخ
التضاريس: متنوعة ومنتظمة التوزيع، ففي الجهة الشرقية تمتد جبال الأبلاش من الشمال إلى الجنوب على مسافة 2000 كلم. قليلة الارتفاع  (2040م). وفي الوسط تمتد السهول الوسطى من جبال الأبلاش إلى جبال الروكي، ومن منطقة البحيرات والسهول العليا إلى خليج المكسيك. وفي الغرب تمتد سلسلة جبال الروكي، ثم السلاسل الساحلية الممتدة على طول الواجهة الغربية، وتفصل بينها وبين جبال الروكي، هضبة كولومبيا في الشمال والحوض الكبير في الوسط وهضبة كلورادو في الجنوب.
-الـمـنـاخ: متنوع بسبب بالتوزيع الطولي للتضاريس مما يؤدي إلى تعرض البلاد إلى الرياح القطبية في الشتاء والرياح المدارية في الصيف، إضافة إلى المؤثرات المحيطية والتيارات البحرية. ففي الغرب يسود المناخ المحيطي في الشمال والمتوسطي في الجنوب. وفي الوسط: تقل الأمطار ويسود الجفاف وتنتشر الصحاري والسهوب مثل صحراء أريزونا. وفي الشرق المناخ قاري في الشمال و شبه مداري في الجنوب.

النشاط 2: المؤهلات البشرية للتفوق الاقتصادي الأمريكييتألف سكان الولايات المتحدة من أجناس مختلفة كالهنود الحمر السكان الأصليون في القارة، والأوربيون الذين يشكلون الأغلبية، أغلبهم من أصل إنجليزي. ثم السود وهم من أصل إفريقي، والأسيويون كالصينيين واليابانيين.
وارتفع عدد السكان بسبب الهجرات والتكاثر الطبيعي؛ ففي سنة 1800 كان/5م.ن. وفي 1900 /76م.ن. وفي 2000281م.ن. ويرجع ذلك إلى الهجرات المتتالية من العالم القديم إلى القارة الجديدة حيث استقر +من50م مهاجر بالولايات المتحدة، مما دفع إلى تقنين الهجرة. وعرفت البلاد نموا ديمغرافيا بعد الحرب العالمية الثانية وصلت نسبته 2,5 % إلى حدود 1975 ثم انخفضت إلى0,6 % منذ 1995. ويتوزع السكان بشكل غير منتظم ويتركزأغلبهم في المناطق الشمالية الشرقية (خاصة الميغالوبوليس واكبر مدنها نيويورك)، لكونها المناطق الأولى لاستقرار المعمرين الأوربيينبالإضافة إلى المدن الكبرى في الغرب مثل لوس أنجليس و سان فرانسيسكو.
ويشكل السكان في الولايات المتحدة رغم اختلاف أجناسهم قاعدة هامة لازدهار اقتصادها في إطار النظام الرأسمالي حيث توفر البنية العمرية نسبة هامة من السكان النشيطين 66 % .

النشاط 3: مساهمة الجوانب التنظيمية والعلمية في دعم التفوق الاقتصادي الأمريكي: تتجلى في أهمية البحث العلمي وقوة التركيز الرأسمالي وهو نوعان: أفقي ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، ويعطي ما يسمى الكارتيل. وتركيز عمودي يتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد وتشكيل شركة واحدة، أي ما يسمى التروست. وعلى مستوى رأس المال، يتم التركيز لتشكيل الهولدينغ أي مؤسسة مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات الصناعية والبنكية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها. وتستثمر الولايات المتحدة نسبة 2,7 % من ناتجها الداخلي الخام في البحث العلمي. وتمول السلطات العمومية نسبة 12,3 % من أبحاث المقاولات. وتتوزع ميادين البحث العلمي عبر مختلف مناطق البلاد.

المقطع 2 : مظاهر تفوق الاقتصادي الأمريكي.

النشاط1: مظاهر قوة الفلاحة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك: منها ارتفاع الإنتاج وتنوعه وأغلبه موجه للتصدير، وأهم المنتجات الزراعية:القمح 57م طن(م ) ويتم إنتاجه في النطاق الربيعي مع إدخال الشعير والشمندر، وفي النطاق الشتوي مع إدخال السرغو. الذرة 280م طن(م1ع) وتزرع في نطاق الذرة مع إدخال مزروعات أخرى مثل الصوجاوتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الصوجا والتبغ والخضر والفواكه، والثانية في القطن والشمندر والرابعة في تربية الأبقار والصيد البحري والأولى في إنتاج الدواجن.
أما العوامل المساعدة فمنها الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، ومنها البشرية كاستعمال أساليب وتقنيات حديثة تتمثل في المكننة والسقي واستعمال الأسمدة والمبيدات وتطبيق نتائج البحث العلمي. إضافة إلى التركيز الرأسمالي، مما يبرز اندماج الفلاحة مع القطاعات الأخرى مثل ظاهرة الأكروبيزنس Agrobuisness. وتقدم الدولة مساعدات للفلاحين وتتدخل للمحافظة على التربة وخصوبتها.

النشاط 2: مظاهر قوة الصناعة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك: تتجلى في ارتفاع الإنتاج الصناعي وأهم الصناعات الأساسية( الثقيلة) صناعة الصلب(م3) ثم صناعة الألمنيوم(م4). و بالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في إنتاج المطاط الإصطناعي وعجين الورق والسيارات والمرتبة الثانية في إنتاج الطائرات. وفي الصناعات العالية التكنولوجيا تبقى الشركات الأمريكية هي المسيطرة على المستوى العالمي. كما تتوفر الولايات المتحدة على صناعات أخرى قوية غذائية متعددة وصناعة سينمائية.
أما العوامل المفسرة لهذه القوة فتتمثل في وفرة المعادن ومصادر الطاقة حيث تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الكهرباء والثانية في إنتاج الفحم الحجري والغاز الطبيعي والثالثة في إنتاج البترول، إضافة إلى تطورالمستوى التقني وتوفر اليد العاملة وأهمية دور الدولة والبحث العلمي والسوق الاستهلاكية.
وتتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية وهي: الشمال الشرقيوهو مجال صناعي قديم ويعد أقوى منطقة صناعية في العالم. ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل  طبيعية وبشرية وتاريخية. ثم
الجنوب والساحل الغربي حيث ترتكز الصناعة على البترول والكهرباء والرساميل واليد العاملة المتوفرة.
النشاط 3: مظاهر قوة التجارة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك: تمثل التجارة الخاريجية الأمريكية 18 % من المبادلات الدولية. وتشكل المنتجات الصناعية 82 % من مجموع الصادرات الأمريكية والمواد الفلاحية 3,1 %    خاصة الحبوبوأهم الواردات تتمثل في المواد الأولية والبترول وبعض المنتجات الفلاحية المدارية كالشاي والبن والفواكه، ومواد استهلاكية مصنعة. وأهم الزبناء آسيا وكندا والمكسيك والاتحاد الأوربي.
وساعدت عدة عوامل على قوة التجارة الأمريكية منها وفرة الإنتاج الفلاحي والصناعي وتوفر وسائل وطرق المواصلات وشركات التسويق، إضافة إلى دور الدولة في عقد الاتفاقيات والتكتلات التجارية. ورغم قوة التجارة الخارجية الأمريكية فإن ميزانها التجاري عاجز لصعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات.

المقطع 3 : المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.

النشاط1: المشاكل والتحديات الداخلية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية: منها الكوارث الطبيعية كالأعاصير في الجنوب والجنوب الشرقي في ولايتي فلوريدا ولويزيانا، والزلازل في الواجهة الغربية خاصة في ولاية كاليفورنيا. ومشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية. وكذلك استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بسبب السقي وتلوثها بفعل كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية. وتدخلت الدولة للمحافظة على التربة والتشجع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتهاكما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما يشكل خطرا على البيئة.
وعلى المستوى الاجتماعي، يعتبر المجتمع الأمريكي استهلاكيا، لكن اختلاف الدخل الفردي بين الطبقات وضعفه بالنسبة للعاطلين والعمال السود يؤدي إلى ضعف القدرة الشرائية لهذه الفئات، فتظهر مشاكل اجتماعية مختلفة.

النشاط2: المشاكل والتحديات الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية: منها  صعوبة التصدير بفعل النافسة الأجنبية وارتفاع قيمة الدولار مما سبب عجز الميزان التجاري الأمريكي ودفع الولايات المتحدة إلى القروض الداخلية والخارجية. كما أصبحت المصنوعات الأجنبية تغزو الأسواق الأمريكية.
 وتنهج الدولة سياسة إمبريالية تضمن غزو الأسواق والحصول على المواد الأولية و مصادر الطاقة. وتتخذ هذه السياسة عدة أساليب منها: الاعتماد على المؤسسات المتعددة الجنسية وسياسة المساعدات الخارجية للعالم الثالث والاستثمارات في الخارج والتدخل في الحروب قصد تصريف الإنتاج وتنميته./.



مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »