الصين قوة اقتصادية صاعدة

أكتوبر 04, 2019
الصين قوة اقتصادية صاعدة

الصين قوة اقتصادية صاعدة


تقديـم:  تبلغ مساحة الصين 9 596 961كلم مربع، وعدد سكانها  حوالي مليار و300م.ن. أصبحت قوة اقتصادية صاعدة في الوقت الراهن، ترتكز على أسس متينة، طبيعية وبشرية وتنظيمية، جعلتها تحققت منذ بداية الثمانينات أعلى نسب النمو في العالم، لكن اقتصادها لازالت تعترضه عدة مشاكل.
المقطع الأول: رصد مظاهر قوة اقتصاد الصين.
النشاط 1 - مظاهر قوة الفلاحة الصينية تتمثل في: إنتاج زراعي ضخم ومتنوع، وأهم المنتجات الأرز(م1ع) يوجد في الجنوب الشرقي، مرد وديته مرتفعة، والقمح (م1ع) يحتل ثلث الأراضي الزراعية وخاصة في منشوريا، والذرة (م2ع) وتنتج المزروعات الصناعية كالقطن (م1ع) وقصب السكر (م3ع) والفول السوداني(م1ع) والصوجا، إضافة إلىالخضر والفواكه قرب المدن الكبرى وفي المناطق الجنوبية. وإنتاج حيواني متطور يحتل مراتب هامة كالأبقار(م3ع) والخنازير(م1ع) والأغنام، والصيد البحري (م1ع)
النشاط 2 -  استعراض قوة الصناعة الصينية: تعتبر الصين خزانا كبيرا لمصادر الطاقة والمواد الأولية وأهم المعادن الحديد، وتتوفر على أكبر احتياطي في العالم للفحم الحجري، إضافة إلى البترول والكهرباء ومعادن أخرى متنوعة.
 أ - مراحل التصنيعمرت الصناعة بثلاث مراحل أساسية: مرحلة ما قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية 1949 حيث انحصرت الصناعة في شريط ساحلي ضيق في أقصى الشمال الشرقي، ومرحلة ما بين 1949-1978 حيث انتشرت الصناعة في مناطق شاسعة بالقسم الشرقي للبلاد في عهد الاشتراكية، ثم مرحلة ما بعد 1978 أي مرحلة الانفتاح على العالم الرأسمالي. وظهر التصنيع الحديث في الشريط الساحلي الممتد في القسم الجنوبي الشرقي من البلاد حيث توافدت الاستثمارات الأجنبية بشكل مكثف-الولايات المتحدة الأمريكية+اليابان+كوريا الجنوبية...
ب -  الإنتاج الصناعي: تحتل الصين (م1ع) في نسيج القطن والحرير وكذلك في النسيج الاصطناعي. كما تحتل في صناعة الصلب(م1ع) و(م3ع) في الألمنيوم، إضافة إلى الصناعات الميكانيكية كصناعة السيارات(م8ع) والشاحنات والآلات المختلفة. وتحتل (م1ع) في صناعة الأسمدة، والثانية في صناعة الإسمنت والثالثة في صناعة السفن. أما الصناعات الكهربائية والإلكترونية فقد شهدت تطورا كبيرا وخاصة التجهيزات المنزلية والصناعة ذات التكنولوجيا العالية. وتوجد أغلب الصناعات في الجهة الشرقية.
النشاط 3 - أهمية التجارة الصينية على المستوى العالمي:  بعد وفاة ماوتسي تونغ 1976، اعتمدت الصين سياسة الانفتاح الاقتصادي على العالم الرأسمالي منذ سنة 1978، توج بانضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة سنة 2001.
وتتكون معظم صادرات الصين من المواد المصنعة ونصف مصنعة والآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية ثم المواد الفلاحية والمعدنية، وتستورد منتجات الصناعة التجهيزية والعالية التكنولوجيا ومصادر الطاقة. وارتفعت قيمة الصادرات بشكل كبير مع بداية التسعينات، وأصبح الميزان التجاري الصيني يعرف فائضا ماليا مهما. وتتم المبادلات التجارية مع القوى الاقتصادية العظمى كاليابان والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية وباقي مناطق العالم.
وأصبحت الصين تستقطب الاستثمارات الأجنبية منذ بداية سياسة الانفتاح حيث استقبلت سنة 2003 نسبة 32.5 % من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالدول النامية، إضافة إلى 8.5 %  في هنغكونغ.
المقطع الثاني: العوامل المفسرة لقوة الاقتصاد الصيني.
النشاط 1 –  وصف تنوع المعطيات الطبيعية بالصين: تبلغ مساحة الصين أزيد من 9.5 مليون كلم مربع، وتضم سهولا وأحواضا شاسعة وخصبة منتشرة في القسم الشرقي كسهل منشوريا والسهل الكبير وتخترقها شبكة مائية مهمة كالنهرالأصفر(هوانغ هو) والنهر الأزرق (يانغ تسي كيانغ). وفي القسم الغربي تسود المرتفعات وأهمها جبال الهيملايا وهضاب التبت. ويسود في الواجهة الغربية مناخ قاري، وفي الواجهة الشرقية مناخ موسمي، معتدل في المناطق الشمالية الشرقية ومداري وشبه مداري في المناطق الجنوبية الشرقية، مما يقدم مؤهلات ايجابية للنشاط الفلاحي بالصين. لكن الراضي الزراعية لاتتجاوز نسبة 10.7 % من مجموع المساحة.
وتتوفرالصينية على ثروات معدنية هامة وتحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الحديد والفحم الحجري والثالثة في إنتاج الفوسفاط والفضة والرابعة في إنتاج البوكسيت والذهب والسادسة في إنتاج البترول، إضافة إلى الغاز الطبيعي والكهرباء، مما ساهم في تطور الصناعة الصينية.
النشاط 2 -  إبراز دورالعامل البشري والتنظيمي في القوة الاقتصادية للصين: يبلغ عدد سكان الصين حوالي مليارو300م.ن، رغم تحديد النسل منذ 1962 وتطبيق سياسة الطفل الوحيد منذ 1979. ويمثل السكان النشيطون حوالي% 71، ويصل أمد الحياة إلى 72 سنة، وتتمركز الكثافة المرتفعة بالقسم الشرقي من البلاد. وتقدم هذه الثروة السكانية، اليد العاملة الخبيرة والطاقات البشرية المؤهلة للأنشطة الاقتصادية الصينية، فضلا عن كونها سوقا استهلاكية كبيرة.
المقطع الثالث: بعض المشاكل والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني.
النشاط 1 –  التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني على مستوى الطاقة: حققت الصين نموا اقتصاديا بلغت نسبته 9.1 % سنة 2003. وأصبحت ثالث مصدر في العالم بعد الولايات المتحدة وألمانيا، لكنها بحاجة للمزيد من مصادر الطاقة؛ فهي ثاني مستهلك للبترول، وتستورد 40 % من حاجياتها. والتبعية للخارج لاستيراد المواد الأولية الطاقية والمعدنية، ولتسويق المنتجات المصنعة، تتأثر بالتقلبات المالية والأزمات السياسية العالمية.
النشاط 2 -  اختلال التوازن في التنمية الاقتصادية بين المناطق:
 تنقسم الصين إلى ثلاث مناطق أساسية: الغرب الأقل نموا والداخل الفلاحي والساحل المصنع الضيق المساحة يحتكر85% من الاستثمارات الأسيوية وغيرها و90% من التجارة الخارجية، وفيه تتمركز المناطق الاقتصادية الكبرى مثل بكين وشنغهاي وهونغ كونغ ،لأسباب طبيعية(التضاريس والمناخ) وبشرية(ارتفاع الكثافة السكانية في الشرق وقدم التعمير وضعف شبكة المواصلات بالداخل). ويسبب التباين الإقليمي في الهجرة من البوادي إلى مدن المناطق الشرقية والجنوبية حيث تتمركز الثروة الاقتصادية.
ويتسبب التصنيع الكثيف في مشكل التلوث وتقلص الأراضي الزراعية والمجالات الخضراء بسبب التوسع العمراني والصناعي. كما يتجه المجتمع الصيني نحو الشيخوخة نتيجة تحديد النسل بتطبيق سياسة الطفل الواحد، مما ينذر بقلة الفئة النشيطة في المستقبل./.

خاتمةتعتبر الصين في الوقت الراهن قوة سياسية واقتصادية صاعدة ،أصبحت شركاتها ومنتجاتها تضايق القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وغيرها.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »