المغرب: الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية.

أكتوبر 03, 2019

المغرب: الاستغلال الاستعماري في عهد  الحماية.



الآليات – المظاهر - الآثار
مقدمة: وضع المستعمرون الاسبان والفرنسيون بعد سيطرتهم على المغرب، آليات إدارية وسياسية لإعطاء الصبغة القانونية للمشاريع التي تخدم مصالحهم. وعمل الاستعمار على استغلال خيرات المغرب الطبيعية والبشرية، مما أثر على السكان ودفعهم إلى مقاومته.
النشاط1 :  آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية.
أ - آليات الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية:
 استعمل المستعمر الفرنسي القوة العسكرية للقضاء على المقاومة المغربية. وأبقى موظفي المخزن في مناصبهم وسخرهم لخدمة نظام الحماية وتحقيق أهدافه، مثل القواد الكبار كالكلاوي والمتوكي.
وسيطر المستعمرون على الأراضي الخصبة بطرق مختلفة  كإصدار مجموعة من الظهائر تنص على جعل أراضي الجموع تحت وصاية الدولة وكذلك ظهائر تتعلق بأراضي الكيش والأحباس. وتم إنشاء مصلحة الاستيطان التي قامت بتقسيم الأراضي إلى استغلاليات وتوزيعها على المعمرين الذين تزايد عددهم فشكلوا قاعدة بشرية استيطانية كبيرة، تتلقى الدعم العسكري والإداري.
ووفر المستعمر الرساميل لتمويل مشاريعه لاستغلال مختلف  القطاعات الاقتصادية. وتتمثل هذه  الرساميل  في الرأسمال الخاص الذي استثمرته شركات مالية أجنبية مثل البنك المخزن المغربي وبنك باريس والبلدان المنخفضة كريدي ليوني وغيرها من  الأبناك. أما الرأسمال العمومي فيتمثل في مداخيل الضرائب  المختلفة  التي تحصل عليها الإقامة العامة، وتمول بها مشاريعها المختلفة
ب – أهم مظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية:
في مجال الصناعة: عملت سلطات الحماية على استغلال المعادن المتوفرة في المغرب، فأنشأت المكتب الشريف للفوسفاط لاستغلال فوسفاط خريبكة واليوسفية، كما استغلت شركات متعددة المعادن الأخرى المتوفرة، مستغلة اليد العاملة المغربية. وأقام المستعمر صناعات خفيفة بالمغرب كالنسيج وأكبر شركاتهS.A.F.T. ، والصناعات الغذائية كصناعة السكر. وحققت أرباحا هامة لقلة الضرائب وتوفر المواد الأولية واليد العاملة.
في مجال الفلاحة: انتشرت الاستغلاليات الاستعمارية في المناطق الخصبة، وتميزت بالتجهيزات العصرية وتخصصت في المزروعات التسويقية المربحة كالحوامض والخضر والفواكه. وخلال الحرب العالمية الثانية استغلت فرنسا إمكانيات المغرب الفلاحية وصادرت أغلب الإنتاج من السكان لتصديره إلى فرنسا، فعرف المغرب نقصا حادا في المواد الأساسية. وطبقت فرنسا  منذ 1940 ما سمي بنظام التموين فعرفت تلك السنة بعام البون.
في مجال التجارة: أنشأت سلطات الحماية  شبكة من طرق المواصلات لتسهيل تنقل الجنود وتصدير المواد الأولية الفلاحية والمعدنية حيث نجد أغلب خطوط السكة الحديدية تربط بين المراكز الفلاحية والمنجمية والموانئ. وكان المغرب يصدر المواد الفلاحية والمعدنية ويستورد المواد المصنعة ومواد التجهيز وبعض المواد الغذائية. وأغلب المبادلات تتم مع فرنسا المستفيد الأول،  مما جعل الميزان التجاري المغربي عاجزا.
السياسة الضريبية: فرضت سلطات الحماية ضرائب مختلفة على السكان، ترتفع قيمتها كلما احتاج المستعمر إلى مداخيل جديدة ومنها ضريبة الترتيب وتؤدى في البوادي على المزروعات والمواشي والأشجار، وضرائب جديدة بالمدن كالضريبة الحضرية والمهنية وضريبة السكنى ورسوم أخرى على الأسواق والنظافة، بالإضافة إلى الاكتتابات والتبرعات الإجبارية، التي يسهر على جمعها الأشياخ والمقدمون.
النشاط 2 : الآثار الاقتصادية والاجتماعية للإستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية

1-  الآثار الاقتصادية للإستغلال الاستعماري للمغرب : تم ربط اقتصاد المغرب بالرأسمالية الغربية حيث تمت السيطرة على الأراضي الخصبة من طرف المستوطنين الزراعيين. وتحول الإنتاج الفلاحي نحو التسويق لسد حاجيات المستعمر.    وظهرت في المغرب صناعات عصرية خفيفة نافست الإنتاج المحلي التقليدي، فتحولت البلاد إلى سوق لتصريف البضائع الإستعمارية ومورد للمواد الأولية الفلاحية و المعدنية.
2-  العواقب الإجتماعية للإستغلال الاستعماري للمغرب: وقعت تحولات عميقة في بنية المجتمع المغربي بسبب الاستغلال الاستعماري حيث تفككت العلاقات القبلية في البادية نتيجة السيطرة على أراضي الجموع والقبائل المقاومة وتجنيد الشباب.
وفرضت أعمال مختلفة على السكان كالعمل في أراضي المعمرين والقواد الكبار دون مقابل، بالاضافة إلى دفع الضرائب  والغرامات والهدايا وإعداد الحفلات في المناسبات. مع العلم أن إنتاجهم تنافسه المنتجات التسويقية التي ظهرت في ضيعات المعمرين، مما دفع بعضهم للهجرة نحو المدن أو الخارج.
وظهرت طبقة عمالية بالمدن تعمل في ظروف صعبة مقابل أجور قليلة سواء في المعامل أو المناجم. وتدهورت أوضاع التجار الصغار والحرفيين بسبب الضرائب ومنافسة المنتجات الأجنبية للصناعة التقليدية المغربية.
واستفادت فئة من المغاربة اليهود والمسلمين من الوجود الاستعماري مثل القواد الكبار بالبوادي حيث توسعت ممتلكاتهم على حساب الفلاحين الصغار، والتجار الوسطاء بالمدن، الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الاستعمار. وظهرت فئة برجوازية من أسر يهودية ومسلمة اندمجت في التيار الرأسمالي بالمدن، قاد أبناؤها الحركة الوطنية.

خاتمة: أدت التنظيمات الإدارية التي أحدثها سلطات الحماية إلى السيطرة المباشرة على المغرب. وأدى الاستغلال الاستعماري إلى خلق تناقضات اجتماعية جديدة بالمغرب. وربط اقتصاد البلاد بالرأسمال الأجنبي. وتضرر أغلب السكان مما جعلهم يساهمون في مقاومة الاستعمار طيلة فترة الحماية. ./.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »