سقوط الامبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي

أكتوبر 03, 2019

سقوط الامبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي



تقديم: استمر تدهور الامبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين نتيجة الثورات الداخلية والتوغل الاستعماري وانهزامها في الحرب العالمية الأولى. وانتهى عهدها بفرض الانتداب الفرنسي والبريطاني على المشرق العربي، وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين وقيام جمهورية تركيا بزعامة مصطفى كمال أتاتورك.

I   تفـسـير سـقوط الامبراطـورية العثمانـية.
1 – الأسباب الداخلية المؤدية إلى سقوط الامبراطورية العثمانية: تجلت في تدهور الأوضاع الإقتصادية والفساد الإداري وانعدام الأمن واستغلال الأتراك للعرب، مما أدى إلى قيام ثورات داخلية تزعمها القوميون العرب الذين عقدوا المؤتمر العربي في 1913. وطالبوا بالإستقلال عن تركيا. ولم تستطع الامبراطورية العثمانية الدفاع عن ليبيا ضد التوغل الإيطالي، فمنحتها الاستقلال(1912) لتسقط تحت السيطرة الإيطالية.
2 – وسائل وأهداف التوغل الاستعماري داخل الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى: عملت ابريطانيا على تحريض العرب ضد تركيا خاصة بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وتحالف تركيا مع ألمانيا. واستمالت شريف مكة حسين بن على ووعدته بالخلافة، فأعلن الثورة العربية ضد الأتراك في 1916. لكن التوغل الاستعماري خطط لتحقيق أهدافه بعد القضاء على الامبراطورية العثمانية، للحصول على مستعمرات جديدة بالمشرق العربي، واستغلالها لتطوير الاقتصاد الأوربي الذي خربته الحرب. وهذا ما تأكد بعد فرض معاهدة سيفر على العثمانيين في 1920.
3 – دور الحركات القومية في سقوط الامبراطورية العثمانية: عقد القوميون العرب مؤتمرهم بباريس في 21 يونيو 1913، وطالبوا بإشراكهم في إدارة البلاد والاعتراف باللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية ومجلس النواب العثماني؛ أي المساواة بينهم والأتراك. لكن السلطات التركية التي نهجت سياسة التتريك، واجهت الحركات القومية بالقمع والشدة حتى لا تنفصل عن ٍٍالامبراطورية.
4 – نهاية الخلافة العثمانية وميلاد الجمهورية التركية: بعد انهزام العثمانيين في الحرب العالمية الأولى وفرض معاهدة سيفر من طرف الدول المنتصرة، ثار القوميون الأتراك ضد آخر خليفة عثماني (عبد المجيد)، وأعلنوا قيام الجمهورية التركية في إطار علماني مرتكزة على العنصر التركي، فتم إلغاء الخلافة في 1923. واعترفت الدول الأوربيون بالجمهورية الجديدة بموجب معاهدة لوزان 1923، وتنازلوا عن بعض الامتيازات التي نصت عليها معاهدة سيفر السابقة.

II   التعرف على الإنتدابين الفرنسي والبريطاني ونتائجهما.
1 – الإنتداب البريطاني على العراق والفرنسي على سوريا: مهدت معاهدة سايكس بيكو السرية 1916، التي عقدت بين ابريطانيا وفرنسا وروسيا لتقسيم المشرق العربي بعد هزم العثمانيين في الحرب العالمية الأولى. ونصت هذه المعاهدة على تحديد منطقتي(أ) و(ب) لتشكيل دولة أو عدة دول عربية، تهيمن عليها فرنسا وابريطانيا، ووضع سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي والعراق تحت الإنتداب الإنجليزي وجعل فلسطين منطقة دولية.
2 – بعض نتائج الإنتداب البريطاني والفرنسي في سوريا والعراق: أهما تمزيق المشرق العربي بين الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي ودعم الحركة الصهيونية للسيطرة على فلسطين خاصة بعد وعد بلفور1917. وعملت فرنسا على تقسيم سوريا إلى أقاليم وفصلها عن لبنان. وسكت عملة جديدة وطبقت سياسة الفرنسة Francisation في التعليم والثقافة. وتدهور الاقتصاد المحلي بفعل الاستغلال الاستعماري، مما دفع السكان إلى الثورة ضد الاستعمار.
وعملت ابريطانيا على تركيز نفوذها بالعراق، وعينت فيصل بن الشريف حسين ملكا على البلاد. وشكل حكومة من الأعيان لضمان مصالح الإنجليز. كما عينت أخاه عبد الله على الأردن، وعينت مندوبا ساميا يهوديا على فلسطين لتحقيق وعد بلفور. ./.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »

1 Comments:

Write Comments