القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني

أكتوبر 03, 2019


القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني




تقديم: بدأت القضية الفلسطينية مع ظهور الحركة الصهيونية والتوغل الإمبريالي في المشرق العربي. وعملت ابريطانيا على إقامة دولة يهودية بفلسطين. وبدأت المقاومة الفلسطينية للإنتداب البريطاني والمشروع الصهيوني الذي لقي الدعم من طرف الدول الإمبريالية، مما جعل الصراع في المنطقة يمتد إلى الآن.

I   نشاة المنظمة الصهيونية وتحالفها مع ابريطانيا لاستعمار فلسطين.
1 – نشأة المنظمة الصهيونية وأهدافها: نشأت المنظمة الصهيونية عقب انعقاد مؤتمر بال1897 بسويسرا. وهو أول مؤتمر عالمي لليهود، حدد معالم الدولة اليهودية المنشودة. وتشكلت المنظمة الصهيونية من عدة أجهزة، كان هدفها الأول هو تشكيل قاعدة للدولة اليهودية عن طريق الإستيطان وتمويل المشاريع الصهيونية بفلسطين والدفاع عنها. وتم إنشاء الوكالة اليهودية في 1929 لتنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
2 – التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين: تمكن زعماء الحركة الصهيونية من إقناع ابريطانيا بتشكيل دولة يهودية بفلسطين لضمان المصالح الإنجليزية في المشرق العربي، في الوقت الذي احتاجت ابريطانيا إلى المال خلال الحرب العالمية الأولى، وكذلك دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب دول الوفاق. ولتحقيق أهدافها قبلت ابريطانيا مطالب الحركة الصهيونية وصرح وزير خارجيتها بلفور في 1917 بأن ابريطانيا ستسهر على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
وبعد نهاية الحرب وفرض الإنتداب البريطاني على فلسطين، عينت ابريطانيا مندوبا ساميا يهوديا (هربرت صمويل) على المنطقة لتطبيق ما جاء في صك الانتداب، كإنشاء الوطن القومي اليهودي والاعتراف بوكالة يهودية تساهم في إدارة فلسطين، تلك الإدارة التي تتولى وضع القوانين وتسهل الهجرة والحصول على الجنسية من طرف اليهود.

II   أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته.
1 – أشكال ووسائل التمركز الصهيوني في فلسطين: تتمثل أهم أشكال التمركز في الهجرة اليهودية إلى فلسطين والتي كانت تشرف عليها الوكالة اليهودية، حيث ارتفع عدد المهاجرين بشكل كبير عقب أزمة 1929 وظهور النازية في أوربا، وكذلك خلال الحرب العالمية الثانية.
وتمثلت وسائل التمركز الصهيوني في السيطرة على الأراضي وإنشاء المستوطنات والحصول على الجنسية الفلسطينية من طرف سلطات الإنتداب البريطاني، التي ساعدت على تطوير المشاريع الاقتصادية الصهيونية وجلب المزيد من الاستثمارات اليهودية إلى فلسطين وحماية الاقتصاد الصهيوني.
2 – تطور المقاومة الفلسطينية للتمركز الصهيوني: كانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها سلمية، تعارض الإستيطان الصهيوني والإنتداب البريطاني في فلسطين. وتحولت إلى مقاومة مسلحة انطلاقا من ثورة البراق 1929 عقب حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع عدد المهاجرين اليهود، ثم تلتها ثورة القـسام في 1935 ثم ثورة 1936. ولتهدئة الأوضاع، أصدرت ابريطانيا قرارات عبارة عن وعود كاذبة تحت إسم الكتاب الأبيض الأول، ثم الثاني. واقترحت في 1937 مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين.
3 – الخطوات التمهيدية لتوطين الكيان الصهيوني في فلسطين: رفض الفلسطينيون والصهاينة مشروع التقسيم لسنة 1937. ونتيجة لاستمرار المقاومة وظهور بوادر الحرب العالمية الثانية، أصدرت ابريطانيا الكتاب الأبيض لسنة 1939 تقترح فيه إنشاء دولة في فلسطين مرتبطة بابريطانيا يتقاسم السلطة فيها اليهود والعرب. لكن هذا الاقتراح يتعارض مع مصالح الفلسطينيين والصهاينة كذلك.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة في 1945، طرحت ابريطانيا مشكلة فلسطين على الأمم المتحدة التي أقرت التقسيم سنة 1947 وانسحاب ابريطانيا في 1948. وانتهزت الصهيونية الفرصة لإعلان قيام دولة إسرائيل في 1948، مما أدى إلى استمرار الصراع في المنطقة. ./.
                                                      ملحوظة10 دجنبر1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »