المجال العالمي والتحديات الكبرى: التحدي السكاني – التحدي البيئي

أكتوبر 04, 2019
المجال العالمي والتحديات الكبرى: التحدي السكاني – التحدي البيئي



يواجه المجال العالمي عدة تحديات أبرزها التحدي السكاني والتحدي البيئي، حيث تتخوف معظم الدراسات من استمرار
الانفجارالديموغرافي وتأثيرألانشطة البشرية على النظام البيئي، وتدعوا إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تنمية مستدامة.

• فما هي خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي وتحدياته؟
• وما هي مميزات حالة البيئة العالمية والتحديات التي تطرحها؟
• وما هي العالقة الموجودة بين التحديين السكاني والبيئي؟


الوضع السكاني في العالم وتحدياته
 تشخيص الوضع السكاني العالمي:
أ. النمو الديمغرافي في العالم:
مر النمو الديموغرافي العالمي بمرحلتين رئيسيتين، هما:
- المرحلة الاولى: تغطي جل التاريخ البشري إلى أواسط ق 18م، وتتميزبالنمو البطيء للسكان وتطورهم غيرالمنتظم، بحيث تعاقبت
فترات نمو وانكماش ويعزى ذلك إلى الكوارث والمجاعات وألاوبئة...
- المرحلة الثانية: تمتد زمنيا من أواسط ق 18م إلى يومنا هذا، والتي تميزت بارتفاع عدد السكان بشكل مطرد إلى حد الحديث عن
ثورة ديموغرافية )انتقل عدد السكان من لميارنسمة سنة 1750م إلى 5.7 لميار حاليا، ومن المتوقع أن تبلغ ساكنة العالم 10 ماليير
نسمة سنة 2100م( أغلبهم بالدول النامية، ومن العوالم المفسرة للوضع السكاني الحالي )تطور الطب وأساليب الوقاية، تراجع
الوفيات، تحسن مستوى التغذية ...(. وقد حدث هذا الانفجارالديموغرافي بالتناوب وعلى فترات متالحقة حيث شهدته دول الشمال
مبكرا )خالل القرنين 18 و19م( ثم تبعتها دول الجنوب )من القرن 20 إلى آلان( والبعض فسر هذا الاختلاف بنظرية الانتقال
الديمغرافي حيث دول الشمال وصلت إلى النظام العصري بينما دول الجنوب ال زالت تتأرجح معظمها ما بين مرحلتي الانفجار
الديمغرافي والنظام التقليدي.
ب. التوزع المجالي لساكنة العالم:
يتسم توزيع السكان في المجال العالمي بالتفاوت، حيث تتركز معظم الكثافات السكانية بالقارة الاسيوية)الصين، والهند والجزر
القريبة(، بينما يتوزع الباقي بنسب متفاوتة في كل من أفريقيا وأمريكا وأوربا، كما يلاحظ إقبال متزايد على العيش داخل المدن
وارتفاع مستمرفي نسب التمدين يؤدي إلى تضخم كثير من المدن خاصة في دول الجنوب. ويتحكم في هذا التوزيع عدة عوالم أهمها
العوالم الطبيعية )ملائمة المناخ والتضاريس...( والاقتصادية )توفر فرص الشغل...(
2.1 بعض التحديات التي يطرحها الوضع السكاني العالمي
يطرح التزايد السكاني والتوزيع غيرالمنظم للسكان فوق المجال مجموعة من التحديات يمكن إجمالها فيما يلي:
• ضرورة تطويرالاقتصاد )مضاعفة الاستثمارات والمشاريع المنجزة( لتلبية الطلب المتزايد )على السكن والشغل والخدمات
والمرافق...( وللحيلولة دون انتشار بعض ألازمات كأزمة النقل وأزمة السكن التي ينتج عنها ظهور أحياء هامشية وأزمة
النفايات والتلوث وأزمة الشغل التي يترتب عنها انتشار أنشطة غير مهيكلة كالباعة المتجولين مثال.
• ضرورة التعاون من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية لسكان العالم )والتي يتسبب فيها سوء توزيع الثروات( لتفادي الهجرة
وحوادث إلارهاب ومخاطرأخرى.
• ضرورة تطويرمستوى الرعاية الاجتماعيةوإصالح أنظمةالتقاعد للتكفل بالساكنةالمسنةالتي تعرف تزايدا مستمرا نتيجة
الانتقال الديمغرافي.
• توقع تزايد حدة الفقر و ارتفاع أعداد العاطلين »حوالي 200 مليون عاطل حاليا«
• توقع تفاقم الخصاص الغذائي و انتشار المجاعة خصوصا في بلدان العالم النامي التي تشهد نموا ديموغرافيا سريعا،
• الضغط على مجالات التركزالبشري واستنزاف الموارد الباطنية.

التحديات البيئية لظاهرة الاحتباس الحراري والجهود المبدولة لتخفيف حدتها.

1 - ظاهرة الاحتباس الحراري ومخاطرها البيئية: الاحتباس الحراري هو منع بعض غازات الغلاف الجوي لأشعة الشمس المنعكسة على الأرض من التسرب إلى الفضاء، مما يسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض. ومن أهم الغازات الحابسة للحرارة ثاني أكسيد الكربون cO2 الذي تنفته معامل الدول الصناعية والنفطية.  ومن مخاطر الاحتباس الحراري ارتفاع درجة حرارة الأرض وانتشار الصحاري وكوارث طبيعية لا يمكن التحكم فيها.
2 – الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري: عقدت عدة مؤتمرات حول البيئة وأشهرها مؤتمر كيوتو باليابان 1998. وخرج المؤتمرون ببروتوكول يدعو الدول الصناعية إلى تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة عن طريق استعمال الطاقات المتجددة وفرض إلتزامات تقنية ومالية على القطاعات الصناعية الباعثة للغازات الدفيئة. لكن بعض الدول الصناعية لم تلتزم بتطبيق بروتوكول كيوتو خاصة الولايات المتحدة التي تعد أكبر ملوث للعالم.

 التحديات البيئية الناتجة عن مخاطر التلوث الصناعي والبحري وطرق معالجتها.


1 – بعض مظاهر التلوث الصناعي والبحري في العالم: تتجلى في انفجار المفعل الننوي تشرنوبيل بالإتحاد السوفياتي في 1986 وانتشار أشعة نووية في مجال واسع، أثرت على السكان والبيئة بشكل عام. وفي المجال البحري يزداد التلوث بسبب غرق السفن الناقلة للنفط والمواد الكيماوية، إضافة إلى الحروب واختبار بعض الأسلحة في قعر المحيطات.
2 – سبل مواجهة المجال العالمي للتلوث الصناعي والبحري: تتمثل في عقد عدة مؤتمرات حددت لها أهداف مختلفة لمواجهة الأخطار البيئية. ومنها مؤتمر ريو دي جانيرو (قمة الأرض) 1992 ومؤتمر كيوتو 1998 ومؤتمر جوهانسبورغ 2002. لكن تنفيذ قرارات هذه المؤتمرات يبقى مرتبطا بالضغوط التي تمارسها المنظمات المدافعة عن البيئة مثل " السلام الأخضر" والتظاهرات السلمية المنبهة لخطورة المشاكل البيئية. ./.

خاتمة :
إذا كانت دول الجنوب مهددة أكثر بالتحدي السكاني كما جاء في السابق، فإن دول الشمال تعاني حاليا من تحديات بيئية كثيرة
.نظرا لكونها المسؤول الاول عن تدهور الوضع البيئي ومعظم الكوارث تقع على أراضيها.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »