تفاوت النمو بين الشمال و الجنوب المجال المتوسطي نمودجا

أكتوبر 04, 2019
تفاوت النمو بين الشمال و الجنوب المجال المتوسطي نمودجا




مقدمة.. يشمل المجال المتوسطي كل المناطق المحيطة بالبحر الابيض المتوسط , وهو يعرف تفاوتا كبيرا بين ضفتيه الشمالية و الجنوبية , ولذلك تسعى دول الحوض المتوسطي الى تكثيف التعاون فيما بينها بهدف تضييق الهوة بين الشمال الغني و الجنوب الفقير.
فما هي مظاهر التفاوت في المتوسط؟ و كيف يمكن تعزيز التعاون شمال /جنوب؟
 توطين المجال المتوسطي ومجال التفاوت في النمو
 توطين المجال المتوسطي
يقع العالم المتوسطي وسط العالم , وهو موقع استراتيجي, وتشرف على هذا المجال 3 قارات هي شمال افريقيا و جنوب اوربا و غرب اسيا . وتنقسم دوله دينيا الى دول اوربية مسيحية و دول اسلامية ,بالاضافة الى دولة اليهود الصهاينة.وتقع وسط البحر المتوسط مجموعة من الجزر تشكلان دولتا قبرص و مالطا
ويشهد هذا المجال المتوسطي تفاوتا كبيرا على مستوى التضاريس و المناخ و التربة.
ومن جهة اخرى , فان البحرالمتوسط هو بمثابة شريان ملاحي هام بسبب وجود قناة السويس و مضيقي البوسفور و الدردنيل و مضيق جبل طارق .
ومن جهة ثانية , فان عمليات نقل البترول تتم بواسطة انابيب النفط او ناقلات البترول عبر مياه البحر المتوسط مما ينعكس سلبا على البيئة المتوسطية..
ونشير الى بروز ظاهرة اعادة التوطين الصناعي بحيث يتم تصدير المصانع الملوثة الى الجنوب في شكل استثمارات بينما يحتفظ الشمال بالصناعات العالية التكنولوجيا الاقل تلويثا للبيئة.
* التفاوتات على مستوى المبادلات التجارية : ترتبط دول الشمال المتوسطي بجنوبه بمبادلات تجارية مهمة,فاغلب التعاملات التجارية للجنوب تتم مع الشمال لاسباب عديدة:عوامل تاريخية(التبعية الاستعمارية) امن المياه المتوسطية(غياب القرصنة البحرية)+ اتفاقيات التبادل الحر والشراكة الاقتصادية بين شمال وجنوب المتوسط+قرب المسافات+ العلاقات السياسية المتميزة في الغالب بين دول المتوسط. لكن يلاحظ عدم التوازن في التعاملات التجارية بين الضفتين,ففي الوقت الدي تصدر فيه دول الجنوب المواد الخام والمنوجات الفلاحية الضعيفة القيمة تقوم دول الشمال بتصدير المنتوجات المصنعة والعالمية التكنولوجيا نحو الجنوب مما يساهم في تفقير الميزان التجاري للجنوب (العجز)
* التفاوتات على مستوى السياحة : يبرز التفاوت بين دول الشمال والجنوب,بحيت يستقطب الجزء الشمالي ملايين السياح في العالم خاصة اسبانية و ايطاليا لارثهما التاريخي العريق,بينما تبرز كل من مصر وتونس والمغرب وتركيا كاقطاب سياحية في دول الجنوب, ,وتعتمد سياحة الجنوب على مقومات تاريخية وتقافية و ايكولوجية ( بيئية ). وتستفيد هذه الاقطاب السياحية من موارد مالية مهمة
.
يتابع اغلب سكان الضفة الشمالية تعليمهم الى المرحلة النهائية ( الجامعية ) , وتصل نسبة المتمدرسين الى 98 في المائة في المانيا , وتفوق 90 في المائة في باقي الدول الاوربية الاخرى. بينما لا يتمكن حوالي 3/1 المتعلمين من الوصول الى التعليم الجامعي في اغلب دول الجنوب . اما على مستوى نسبة الامية فتكاد تكون منعدمة في الشمال بينما تشكل ظاهرة في معظم دول الجنوب خاصة بالمغرب.
4 –التفاوت على مستوى قطاع الصحة :
يعد الوضع الصحي في الشمال اكثر تطورا , فحكومات الشمال تخصص جزءا مهما من ميزانياتها لدعم الصحة , كما يرتفع امد الحياة وتتقلص نسبة وفيات الرضع في هذه الدول , والعكس في دول الجنوب.
 آليات و مجالات التعاون بين شمال و جنوب المتوسط :
1 – مجالات التعاون الاورومتوسطي :
* المجال السياسي و الامني : التعاون لايجاد حل توافقي لمشاكل الهجرة السرية + احترام حقوق الانسان + محاربة زراعة و تجارة المخذرات + التنسيق لمحاربة الارهاب...
* المجال الاقتصادي و المالي : يبرز التعاون على مستوى اتفاقيات التبادل الحر و الشراكة الاقتصادية و اتفاقية الوضع المتقدم مع المغرب + منح الشمال لاعانات مالية لدول الجنوب + تدابير تشاركية لحماية المجال المتوسطي من اخطار التلوث النفطي + دعم المقاولات في الجنوب...
* المجال السوسيو ثقافي و الانساني : يبرز التعاون من خلال دعم الشمال لجمعيات المجتمع المدني في الجنوب + دعم المساواة بين الجنسين+ دعم فلسفة الحوار بين الثقافات و الحضارات....
2 – آليات التعاون بين الضفتين :
بدأ هذا التعاون بعد تبني اوربا لبرنامج " بام " وهو يتضمن مجموعة من الاجراءات لتحقيق التنمية المستدامة مع احترام البيئة المتوسطية. وخلال فترة التسعينيات انطلقت الشراكة الاورومتوسطية عبر برنامج " ميدا " الذي يهدف الى تمويل التنمية بالضفة الجنوبية . وتعزز هذا المسلسل التشاركي بعد التوقيع على اتفاقية برشلونة بين دول شمال وجنوب الحوض . وفي الفترة الراهنة , تسعى فرنسا من خلال ساركوزي على تحقيق وبناء ما يعرف ب الاتحاد من اجل المتوسط رغم معارضة بعض الدول مثل ليبيا
.
 حصيلة التعاون الاورومتوسطي وافاقه المستقبلية :
1 – حصيلة التعاون :
رغم كل هذه الوسائل وبرامج الشراكة , فلازالت نسبة التبادل التجاري بين الشمال و الجنوب لا ترق الى المطلوب , اذ ان الارتباطات التجارية لدول الشمال تتم داخل حدود الاتحاد الاوربي , بينما يبدو ان دول الجنوب مرتبطة اكثر بالشمال ( مثال المغرب مع فرنسا ).
كما يلاحظ تراجع الاستثمارات من الشمال الى الجنوب لاسباب ترتبط بالوضع الامني في الجنوب ( الجزائر ) وتعقيد المساطر الادارية و هشاشة البنية التحتية و ضعف المستوى المعيشي...ولذلك فانه من اللازم على الجنوب تعزيز التعاون جنوب / جنوب و لكن ينبغي في البداية تجاوز الخلافات السياسية بين دول الجنوب.
2 – آفاق التعاون بين الضفتين :
تبرز هذه الافاق المستقبلية من خلال ماجاء في برنامج " بام2 "وبرنامج " ميدا " اللذان حددا بالتفصيل الاجراءات و القطاعات التي يجب التعاون من خلالها : حماية البيئة – تطوير السياحة – تدبير الاحتياطيات الطاقية في الجنوب – تنمية الفلاحة – حماية التراث التاريخي...

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »