كوريا الجنوبية: نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي.
تمهيد: حققت كوريا الجنوبية انطلاقة اقتصادية سريعة، وأصبحت تحتل المرتبة 11 ضمن القوى الاقتصادية الكبرى. تبلغ مساحتها 99.392 كلم2 وعدد سكانها حوالي 48 م.ن. وأصبحت تنافس الدول الكبرى في السواق العالمية.
المقطع 1 – أهمية الإنتاج الصناعي بكوريا الجنوبية.
1 – أهمية الطاقة في الاقتصاد الكوري الجنوبي: كوريا الجنوبية فقيرة من حيث الثروات الطبيعية، فهي تستهلك أكثر مما تنتج من الطاقة. وتستورد أغلب حاجياتها من البترول والغاز الطبيعي، كما تنتج كميات قليلة من المعادن.
2 – مكانة القطاع الصناعي ضمن الأنشطة الاقتصادية في كوريا الجنوبية: تساهم الصناعة في الناتج الداخلي الخام بنسبة 40.81 % وقطاع الخدمات 55.49 %. أما الفلاحة فدورها ثانوي 3.7 %. وتتوفر كوريا الجنوبية على شركات صناعية قوية تسمى الجايبول chaebols مثل: سامسونغ، هيونداي، كيا KIA...
المقطع 2 – مظاهر القوة التجارية في كوريا الجنوبية.
1 – خصائص المبادلات التجارية الكورية الجنوبية: تشكل المواد المصنعة حوالي 93 % من مجموع الصادرات، وأهمها التجهيزات الكهربائية والميكانيكية والسيارات والمنتجات الإليكترونية المختلفة. إضافة إلى تصدير الخدمات. وأهم الواردات البترول والغاز الطبيعي والمعادن والمواد الفلاحية والتكنلوجيا العالية. وأغلب المبادلات الخارجية تتم مع الصين والولايات المتحدة واليابان. ويحقق ميزانها التجاري فائضا هاما رغم المنافسة الأجنبية.
2 – تطور الاستثمارات الخارجية المباشرة بكوريا الجنوبية: تستقطب كوريا الجنوبية استثمارات هامة خاصة الأمريكية 25 % واليابانية 22 %، نتيجة إزالة الحواجز التي تعيق الاستثمار الأجنبي قصد الاندماج في العولمة التي تعتبرها الحكومة خيارا وطنيا. ولذلك ارتفعت بشكل كبير الاستثمارات سنة 2004، مما ساهم في ارتفاع قيمة الصادرات في نفس السنة.
المقطع 3 – العوامل المفسرة لنجاح التنمية الاقتصادية في كوريا الجنوبية.
1 – دور المقومات البشرية: يبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية حوالي 49 م.ن. أغلبهم بالمدن 80%، ويتزايدون بنسبة0.1 % سنويا. ولعبت السياسة الديمغرافية دورا هاما في توفير اليد العاملة النشيطة حيث تم تحديد النسل منذ 1961. كما لعب التعليم دوره في التكوين حيث يعتبر التعليم الابتدائي إجباريا ومجانيا، وتخصص الدولة للتربية أكثرمن 4.2 % من الناتج الداخلي الخام.
2 – دور العوامل السياسية والتنظيمية: كوريا الجنوبية دولة ديمقراطية وهي جمهورية برلمانية ينص دستور1967 على فصل السلط واستقلال القضاء وانتخاب الرئيس لمدة 5 سنوات والمجلس التشريعي 273 عضو لمدة4 سنوات.
ومرت التنمية الاقتصادية في كوريا الجنوبية بأربع مراحل: الأولى من 1953 إلى 1961 وتميزت بتنمية الإنتاج الفلاحي والصناعي قصد التقليص من الواردات. والمرحلة2 من 1962 إلى 1971 وتميزت بتشجيع التصدير. والمرحلة3 خلال السبعينات حيث اهتمت الدولة بالصناعة الثقيلة. والمرحلة4، ابتداء من الثمانينات، وخلالها بدأ الاهتمام بالتكنولوجيا العالية. واستفادت الصناعة الكورية من دور الدولة ومخططاتها التوجيهية، ومن الدعم الأمريكي والياباني خلال الحرب الباردة.
المقطع 4 – رصد بعض المشاكل والتحديات التي تواجه كوريا الجنوبية.
1 – المشاكل الاجتماعية والاقتصادية: منها استفادة العمال من الزيادة في الأجور نتيجة التطور الاقتصادي، مما أدى إلى تراجع القدرة التنافسية بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج، في حين بقيت الأجور منخفضة في دول جنوب شرق آسيا. ودفع ذلك إلى استعمال الآلة ونقل الوحدات الإنتاجية إلى دول العالم الثالث حيث اليد العاملة رخيصة. ويسبب الانكماش الاقتصادي والمنافسة في إفلاس بعض الشركات مثل شركة دايوو سنة 2000، فقامت شركة جنيرال موتورس الأمريكية بشراء 76 % من أسهمها سنة 2001.
2 – التحديات البيئية: أهمها التلوث الذي يهدد البيئة في كوريا الجنوبية بفعل التطور الصناعي الذي لم تواكبه مشاريع للمحافظة على البيئة. كما أن معظم المحطات النووية المنتجة للطاقة تعرف مشاكل التخلص من النفايات النووية ./.